Admin Admin
عدد المساهمات : 283 نقاط : 852 تاريخ التسجيل : 07/07/2012 العمر : 44 الموقع : غزة
| موضوع: مدخل إلى مفهوم الإخراج الثلاثاء نوفمبر 12, 2019 9:30 pm | |
| الإخراج في عمومه هو عملية قيادة العمل الفني، مما يجعل من المخرج المسؤول الأول والأخير عن ظهور العمل الفني على الشاشة، فالمخرج لا يصور ولا يقوم بالمونتاج ولا يؤلف الموسيقى ولا يبني الديكور ولا يوزع الإضاءة بنفسه، لكنه في الوقت نفسه يكون موجودا في كل مرحلة من تلك المراحل، ليقرر أغلب العناصر الفنية الداخلة في بناء وتكوين الصورة، من اختيار اللقطات والزوايا والمؤثرات البصرية والصوتية والتكوين وحركة الكاميرا والمونتاج، والجميع يحتاجون إلى قراره النهائي، لأنهم جميعا يعملون وفقا لرؤية المخرج، لكنه هو أيضا لا يستطيع أن يعمل وحده من دون هؤلاء.
ويشير تعبير الإخراج الذي انبثق أصلا من المسرح إلى التأثير المشترك الذي يعطيه الممثلون، فأدائهم التمثيلي والماكياج والأزياء، وكذلك المشهد وما فيه من إضاءة وإكسسوار، ومع شيء من التجاوز عن الفوارق بين مجالات السينما والتلفزيون والمسرح ينطبق هذا التعبير عليها جميعا.
في التمثيل: السمات التي يريدها المخرج في وجه الممثل لا يكفي أن تتجلى على وجهه وهو يمثل فحسب، بل يجب أيضا أن تكون من نوع تستطيع الكاميرا أن تسجله، والمقصود التعبير الذي تستطيع الكاميرا الإفصاح عنه، ففي المسرح على الممثل أن يجهر بصوته إلى جانب التعبير على الوجه، بينما أمام الكاميرا يمكن للقطة قريبة أن تسجل الحركات الدقيقة للوجه.
أما الديكورات والإضاءة فالمخرجون يقررون استخدام الديكور الداخلي أو الخارجي مع استخدام إضاءة معينة ملائمة للواقع المنقول وطبيعة الحدث أيضا لإظهارها بصورة أكثر جاذبية وواقعية، كما أن درجة الدقة التي ينجزها المخرج في السينما والتلفزيون درجة عالية جدا، لأن المخرج هنا يستطيع أن يعيد تصوير الأشياء والناس حتى يحصل على ما يريد بالضبط، كما لا يمكن أن نعزل الإخراج عن السيناريو لكونهما متلازمين في تحقيق أي عمل تلفزيوني، فالمخرج يخرج العمل على الورق أولا قبل أن يتحول إلى صورة، من هنا كان عليه أن يتقن السيناريو قبل كل شيء، إن هاتين المفردتين يمكن أن تطلق على الكثير من الأعمال التي تحتاج إلى تنظيم دقيق أو تأثير وإبهار.
وكما هو معروف أصبح التلفزيون اليوم يخاطب وبشكل دائم عقل وفكر وذوق المتلقي، فكثير من السلوكيات الإنسانية نراها تتأثر بفعل العمل الفني التلفزيوني الذي يقف وراءه مخرج مبتكر وفريق عمل يعمل معه بتكامل، فإن عملية الإخراج ليست مهنة فقط إنما هي بصيرة متوقدة لخلق الأشياء من العدم، أي أن المخرج هو إنسان عادي غير أنه يتمتع بإمكانيات خاصة كتلك التي يتمتع بها الساحر الذي يبهر الناس بالإبداع والتنظيم من أجل التأثير في المتلقي
| |
|